في السن ال 40 عاما فقط، لاري بايج، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جوجل، أصبح واحدا من أكثر الرجال نفوذا في العالم، وسرعان ما اصبح واحد من أكثر الناس نفوذا في تاريخ البشرية. لذلك دعونا نتعرف على جهود هذا الشخص و على علاقته بامبراطورية جوجل ،والأسباب التي أهلته ليكون في هذا الوضع اليوم.
لاري بايج أسس جوجل مع سيرجي برين في عام 1998 تحت شعار "تنظيم معلومات العالم وجعلها مفيدة وفي متناول الجميع." كان نمو الشركة السريع للغاية والأسي، والذي ساهم فيه التصميم النظيم الذي اعتمدوه في صفحة المحرك ، كما أثبتت خوارزمية البحث في جوجل فعاليتها التي ساعدت الشركة على ترسيخ مكانتها وتربع على عرش محركات البحث .
كما هو الحال في الإمبراطورية البريطانية، يمكن القول بأن الشمس لا تغرب في امبراطورية جوجل لأسباب متعددة: سعي لاري بايج لربط مدن بأكملها بالألياف البصرية ، و 91٪ من جميع عمليات البحث على الإنترنت تكون باستخدام محرك البحث الخاص بها ، والاندرويد نظام التشغيل للمحمول المهمين على سوق الهواتف الذكية والذي ينمو بسرعة هائلة. كما تشير التقديرات إلى أن الشركة تدير أكثر من 1 مليون من الخوادم في مراكز البيانات الموجودة في أجزاء مختلفة من العالم والعمليات أكثر من مليار طلب و24 بيتابايت من البيانات يوميا. ولكن مشاريعهم لم تركز فقط على منصات الإنترنت، والبرمجيات. اتقان جوجل توسع بعيدا عن الانترنت برؤيتها البعيدة وخطط أكثر طموحا.مثل السيارات الذكية و كمبيوتر الكم الذي من خلاله تحاول الشركة مساعدة العلماء على فهم أفضل وحل المشاكل الرئيسية مثل الاحترار العالمي... من المعروف أن هذه المشاريع تخصص لها الشركة مليارات الدولارات ولتعرف قوة والسيولة المالية التي .تملكها الشركة فلننظر لصفقة استحوذها على شركة موتورلا التي بلغت 12 مليار دولار ، فقط لزيادة حصتها في سوق الهاتف النقال.
آخر الأمثلة الهامة في الاستحوذات ( التي كان فيها الفضل الكبير لاري بايج ) والتي تخدم طموحات جوجل هي "كاليكو" ، وهي شركة جديدة تركز على الصحة والرفاهية، ومحاربة المشاكل المرتبطة بالشيخوخة والمرض المرتبطة بهذه العملية. أما بالنسبة لهذا المشروع الجديد، قال مؤسس جوجل: "[الشيخوخة] تؤثر علينا جميعا، من فقدان الحركة والتأثر العقلي الذي تأتي مع التقدم في السن، بشكل عام الأمراض التي تهدد حياة الشخص وتسبب بضرر نفسي له ولعائلته. التزامنا هو على المدى الطويل، ولكن أنا واثق من أننا سنحقق تقدما كبيرا في فترة زمنية معقولة إذا كانت لدينا أهداف وطموحات من أجل الانسان ".
ما يطمح له مؤسس جوجل ليس فقط اختراع الفيتامينات من أجل هذه الغاية بل يتجاوز الأمر كل هذا والسعي لخلق أي مبادرة تعود بالفائدة على كل البشرية بشكل عام، والتي تهدف الى زيادة طول العمر .
إلى جانب التركيز على جزء من جهودها في مجال الصحة، بنفس العزيمة والطموح المؤسس المشارك لجوجل يُبدي اهتمامه بل وقلقه أيضا لإيجاد مصادر للطاقة النظيفة والمتجددة، هذه الصناعة استثمرت الشركة فيها أكثر من مليار دولار. وهنا صفحة خاصة بكافة المشاريع التي خصصت لها الشركة الأموال والتي تدخل في هذه الصناعة .
تشير التقديرات إلى أن جوجل لديها ما مجموعه 54 مليار دولار كسيولة نقدية. لإعطاء فكرة عما يمثله هذا، الناتج المحلي الإجمالي لدولة بلغاريا هو 53 مليار دولار، وهو أيضا ما يكفي لوضع خمسة تلسكوبات هابل في مدار حول الأرض ! . لذلك لاري بايج هو حر في أن يفعل ما يريد ، من إنشاء البالونات التي توزع الانترنت على العالم ، إلى المختبرات السرية حيث يتم تنفيذ تجارب "الكم"
لكن قوة لاري بايج وجوجل ليست فقط المال ، بل حتى الخدمات المختلفة لهذه الشركة كيوتيوب ، بيكاسا ، خرائط جوجل، مستندات جوجل، وجوجل تحليلات، جوجل ادسنس، جوجل كروم، وجوجل الآن ، الاندرويد ,picasa ,orkut , blogger , Google Earth,
وبالطبع محرك البحث والعديد العديد من الخدمات الأخرى التي قد لا تعرف أنها تستخدم من قبل مئات الملايين من الناس في 181 بلدا.
لإعطاء فكرة عن الأثر الحقيقي الذي تمثله جوجل في حياتنا، نتذكر في 16 غشت من العام الماضي، وهو اليوم الذي انقطعت فيه الخدمة عن مجمل خدمات جوجل والتي استمرت لمدة بين دقيقة و أربعة دقائق. تشير التقديرات إلى أن هذا الانقطاع أدى إلى انخفاض بنسبة 40٪ في إجمالي حركة الانترنت، وقدرت الخسائر ب 500،000 $ دولار أمريكي. ويبين هذا الحادث الوجيز أهمية الشركة في الحياة اليومية للكثير من الافراد والشركات، ففي بضع دقائق ما يقرب من نصف حركة المرور في شبكة الانترنت بالكامل انهارت، مما يجعلنا نفكر في ما سيحدث إذا تم تكرار هذه المشكلة، ولكن بمدة أطول أو حتى 1 ساعة،و لنتصور كيف يمكن أن تصبح البشرية في يوم واحد دون جوجل.
على الرغم من أن تاريخ البشرية عرف أباطير وملوك عظماء تحت امرتهم جيوش بمائة الآلف بامكانهم خلق حروب دامية لمجرد نزوة أو حتى بدون سبب وجيه الا أن جلالته شعر بشيء من الملل! مثل هؤلاء لو كانت لهم القدرة على قطع الاتصالات وجعل العالم في ظلام دامس لفعلوا .لكن هل يمكن أن ننظر على أن جوجل هي مفتاح العالم الرئيسي اليوم الذي يربط بين أقطاره المختلفة ؟
الأكيد نعم، لكن ليس بقوة المال، بل شبكاتهم التي تزداد قوة يوما بعد يوم . والتي يمثل لاري بانج وجها من أوجهها وقد نعتبره إمبراطور المعلومات و أعظم شخصية نافذة في تاريخ البشرية ، فلما لا و الانترنت اليوم هي الشبكة التي تربط بين البنوك والمدارس والوكالات الحكومية وحتى الاقتصاد يعتمد عليها والانترنت نفسها تسيطر عليها جوجل !
أختم بهذه المقولة لهذا الرجل العبقري لعلها تلهم بعضكم
تحصل على كامل المدونة من هنا
للمزيد من الدونات من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
http://adf.ly/5444434