"نعم، أنا اكسر القانون، ولكن أعتقد أنه في بعض الأحيان لا بد من ذلك من أجل التغيير وكشف الحقيقة." بهذه الجملة وجد الهاكر جيرمي هاموند نفسه مذنب بتهمة سرقة المعلومات الاستخباراتية والاستراتيجية لستراتفور ، التي نشرت في وقت لاحق من قبل ويكيليكس.
الشاب ذو 28 عام ، اعتقل في مارس 2012، وحكم عليه بعشرة سنوات سجنا (التي كانت أقصى عقوبة للسجن)، على رغم ان هذه المدة الكبيرة توحي بأن الرجل ارتكب جريمة قتل ، ولكن هذا الأمر كان متعمدا من حكومة الولايات المتحدة لتردع بذلك كل من يفكر في فضح أسرارها .
هذه الحالة هي واحدة من القصص التي تجعلنا نتسائل عن الخط الفاصل بين المعلومات الخاصة وتلك التي يجب الإفصاح عنها !
هاموند قال بأن الحكم ما هو "إلا عمل انتقامي خبيث " من قبل قبل حكومة الولايات المتحدة، التي أطلقت معركة قانونية ضد هؤلاء المحاربين الجدد . لذلك أدعوكم متابعينا وقرائنا الأعزاء لمعرفة قصة هذا الرجل.
البدايات
بدأ جيرمي هاموند في أعمال العصيان المدني في عام 2005، بعد اختراقه لنظام جمعية "Protest Warrior" التي كانت تنشط ضد حرب في العراق والحروب بشكل عام التي تقودها الولايات المتحدة.
ألقي القبض عليه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ومحاكمتهم وفقا لأحكام قانون الغش وإساءة استخدام الكمبيوتر. تم حساب عقوبته على أساس نشره لحوالي 5000 بطاقة ائتمان بعد اختراقه لقاعدة بيانات المنظمة. كانت النتيجة 2.5 مليون كتقييم رسوم تعويض على أساس 500 دولار لكل بطاقة الائتمان.حكم عليه بالسجن لمدة عامين في السجن الاتحادي وثلاث سنوات تحت المراقبة . بعد ان اقتنعت المحكمة على أن فعله كان بدافع سياس وليس تحقيق مكاسب شخصية.
عندما غادر هاموند السجن، قال أنه سيتابع في العصيان المدني ، وذلك بسبب شعوره بالإحباط لعدم فعالية الاحتجاج السلمي. انضم بعد ذلك لويكيليكس ومجموعة أنونيموس الشهيرة ،بعد أن الهمه برادلي مانينغ بتسريب الوثائق وقرر بذلك أن يكون ناشطا في هذا المجال .
جند هاموند مجموعة الأنيموس، ضد الرقابة في الربيع العربي وحملات لويكيليكس. ثم أصبح مهتما أكثر بالعمل مع LulzSec الشهيرة وبدأ ينفذ هجمات رفيعة المستوى ضد الشركات الكيبرة مثل سوني أو وكالات مثل وكالة الاستخبارات المركزية. في عام 2011، وضعت له المجموعة اتصال مع احد الهاكرز يدعى سابو، الذي سيكون حاسما لمستقبله.
الهجوم على ستراتفور
Hector Xavier Monsegur ويعرف أيضا باسم "سابو"،والذي يعتبر واحد من الهاكرز والأعضاء الستة الرئيسيين في مجموعة LulzSec التي هي في الأصل فرع من مجموعة أنونيموس العالمية . هذه المجموعة التي ينتمي اليها "سابو" كانت من أنشط المجموعات التي قامت بالعديد من الهجمات والاختراقات للعديد من المنظمات ومواقع الأنترنت .
في 2011، أعتقل هذا الشخص من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي ،ولكن بعد ذلك اطلق صراحه واصبح مخبرا سريا للوكالة مع احتفاظه بصورته كهاكر.
كانت النقطة الفاصلة والحاسمة في حياة هاموند بعد ان تواصل مع "سابو" الذي كان مخبرا لمكتب التحقيقات الفدرالي. تحت أوامره، أجرى هاموند مجموعة من الهجمات ضد المواقع والمنظمات لمختلف الحكومات في أنحاء العالم . ومن بينها "ستراتفور " وهو مركز دراسات إستراتيجي وأمني أميركي، يعد أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية.بهذا الهجوم حصل هاموند على مجموعة من البيانات المهمة كبطاقات الائتمان ، وكذلك رسائل البريد الالكتروني، وهذا كان كله تحت اشراف "سابو".
العقاب
هذه الهجمات بلا شك تؤثر على عشرات من الحكومات خارج الولايات المتحدة وأنه من غير المعروف ما إذا كانت هذه البايانات استخدمت من قبل القراصنة. هامنود أقر بذنبه لكنه ينتقد حكومة الولايات المتحدة لمتابعة ومعاقبتها لهؤلاء الهكرز " حيث قال في بيانه الذي وجه فيه التحية إلى مؤيديه قبل الحكم عليه :
” لقد اخترقت العشرات من الشركات البارزة والمؤسسات الحكومية، وأفهم جيداً أن ما كنت أفعله هو مخالفاً للقانون، وأن أفعالي من الممكن أن تزُجَّ بي إلى السجن الفيدرالي مرة أخرى، ولكني شعرت أن لدي التزام لاستخدام مهاراتي لفضح ومواجهة الظلم – وكشف الحقائق لتظهر في النور “.
” إن الولايات المتحدة تدندن حول تهديدات المخترقين من أجل تبرير سيطرتها على الأمن الإلكتروني وجني مليارات الدولارات وراء ذلك، وإنها أيضاً مسؤولة عن سلوكها الذي ما هو إلى القوة المُفرطة والعدوانية بذكر أنها تعمل من أجل حمايتكم “.
” إن نفاق ‘القانون والنظام' والظلم الناجم عن الرأسمالية لا يُمكن علاجه عن طريق الإصلاح المؤسَّسِي، وإنَّمَا مِنْ خلال العصيان المدني والمواقف المُباشرة. نعم أنا تجاوزت القانون، ولكن أعتقد أنه في بعض الأحيان لابُدّ من كسرِ القوانين لإفساح المجال من أجل التغيير “.
في 15 نوفمبر 2013، أدين هاموند بتهمة الاحتيال وسوء المعاملة. وردا على ذلك، أعلن ويكيليكس عن نشره بقية الرسائل التي حصل عليها هاموند من سرفرات ستراتفور. علمنا أن عقوبة القراصنة هي 120 شهرا، بالإضافة إلى قضاء السنوات الثلاث بعد إطلاق سراحه،بدون إنترنت آمن. ولن يسمح له باستخدام أي تشفير خلال تلك الفترة.
القاضي الذي حكم على هاموند قال أن الحكم جاء "لتعزيز احترام القانون". وبهذا القرار ، هاموند سيقضي العقد القادم وراء القضبان. وبهذا يكون هاموند من المحاربين الذين يحاكمون بظلم القانون ! كما هو الحال مع برادلي مانينغ .
سابو اتهم أيضا بارتكاب جرائم الكمبيوتر، وتم الضغط على على "FBI" لكشف الأعضاء الأخرين المتعاوينن معها، القاضي "لا يميز بين الخير والشر القرصنة هي قرصنة".
دعونا نواجه الأمر،حرب المعلومات بدأت ، فقبل بضع سنوات هزت تسريبات ويكيليكس العالم، ملفات عن الحرب ، البرقيات الدبلوماسية، والبريد الإلكتروني للشركات أو المعاهدات الاقتصادية، وأسماء مثل أسانج، شوارتز، سنودن، مانينغ أو هاموند كل هؤلاء اترتبط اسمه بهذه الحرب الجديدة ، السؤال الذي أطرحه أين موقعنا معشر العرب في هذا النوع الجديد من الحروب ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
http://adf.ly/5444434