لم يعد التعامل مع شبكة الإنترنت وتصفح المواقع الإلكترونية ترفاً أو مسألة يعنى بها فقط المتخصصون في البرمجيات أو عالم الحواسيب دون غيرهم، بل أصبحت ضرورة تدخل في كل مناحي الحياة اليومية، سواء في البيت أو العمل أو حتى في السيارة أو الشارع، ويستعان بالخصائص التي توفرها الشبكة العنكبوتية اليوم لإنجاز الكثير من المهام التي كانت تتطلب في الماضي الكثير من الجهد والوقت، وبات الضغط على زر واحد كفيلاً بإنجازها في لمحة عين.
ولعل انتشار التعاملات الافتراضية في مجالات الإدارة والتسيير، وفي معاملات المؤسسات الخاصة والحكومية، زاد من الاعتماد على الإنترنت، التي تعتبر شريان الحياة الأهم في العمل الوظيفي العصري، حتى صار أي انقطاع في خدمات الاتصال بالشبكة لأي سبب كان يكلف العالم المليارات، ويهدد البورصات والمصالح الاستثمارية، ناهيك عن تعطيله المعاملات اليومية في شتى أرجاء العالم مهما كان مجالها.
عمدت بعض البلدان المتقدمة منذ فترة إلى زيادة الاعتماد على الإنترنت في تسيير شؤونها الإدارية وتخليص معاملات المواطنين التي كان الروتين الإداري اليدوي يؤخرها وقتاً طويلاً، فتوثيق أية ورقة رسمية كان يتطلب مشاركة عشرات الموظفين في إنجاز مهمة يقوم بها أحدنا اليوم من خلال هاتفه الجوال في أقل من دقيقة.
إلا أن هذا الكمبيوتر يرى البعض أنه تحول اليوم إلى معيق للعمل الإداري، وانقلب حال الإنترنت من معاون على تسريع الخدمة المقدمة للمواطن إلى سبب رئيسي في ضياع ساعات العمل، حتى أن بعض المراجعين اشتكى من إهمال بعض الموظفين والعاملين في القطاعات التي تتعامل بشكل مباشر مع المواطنين لانشغاله بالدردشة على مواقع الشات، أو متابعة الأفلام والأغاني وقراءة الأخبار على الإنترنت. بل إن مِن بين مَن تحدثوا إلينا من طالب بإيقاف خدمة الإنترنت بشكل كامل عن الموظفين الذين لا تتطلب أعمالهم وجود اتصال بالشبكة.
بينما رأى البعض أن الأمر لا يعدو بعض الحالات المعزولة في بعض الإدارات التي يعاني موظفوها من الفراغ، ولم يصل بعد لدرجة الظاهرة التي تؤثر على إنتاجية الموظفين.
Hanane Allioui
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
http://adf.ly/5444434